الواقعة التي وقع الاختلاف فيها بين أصحابه ، ممّا يعني أنّه يريد أن يستعلم عن الحكم الواقعي لهذه المسألة ، فيكون التخيير المستفاد من الجواب هو التخيير الواقعي.
مضافا إلى أنّ قول السائل : ( فأعلمني كيف تصنع أنت لأقتدي بك ) سؤال عن الحكم الواقعي أيضا ؛ لأنّ الإمام عليهالسلام يعمل بالحكم الواقعي لهذه المسألة ؛ لأنّه معلوم لديه ، إذ لا معنى لفرض عدم اطّلاعه على الحكم الواقعي.
بل إنّ السائل يريد أن يحلّ المشكلة المختلف فيها ظاهرا ببيان الإمام لحكمها الواقعي الذي يحسم النزاع في المسألة ، ولا محصّل لأن يسأل عن الحكم الظاهري للواقعة مع فرض إمكان التوصّل إلى الحكم الواقعي بسؤال المعصوم عن ذلك ، ولو كان بصدد السؤال عن الحكم الظاهري لكان اللازم عليه فرض مسألة كلّيّة لا واقعة شخصيّة.
وعليه فمقتضى التطابق بين سؤال السائل عن الواقعة المشخّصة الظاهر في كونه بصدد استعلام الحكم الواقعي أن يكون جواب الإمام عليهالسلام ناظرا إلى بيان الحكم الواقعي أيضا.
ولا معنى لأن يقال بأنّ جواب الإمام ناظر إلى بيان الحكم الظاهري العامّ الشامل لهذه الواقعة ولغيرها ؛ لأنّه بعد أن صار السؤال مشخّصا ومحدّدا طبق هذه الواقعة ، فلا وجه لأن يصرف نظر الإمام من بيان الحكم الواقعي إلى بيان الحكم الظاهري ؛ لأنّ تشخيص السؤال وتحديده ضمن مسألة جزئيّة يوجب قصر النظر إلى الحكم الواقعي فقط.
وأمّا ظهور الجواب في التخيير الواقعي فباعتبار أنّه المناسب مع حال الإمام عليهالسلام العارف بالأحكام الواقعيّة والمتصدّي لبيانها فيما إذا كان السؤال عن واقعة معيّنة بالذات.
وأمّا بالنسبة للجواب : فإنّ تعبير الإمام عليهالسلام بجملة « موسّع عليك بأيّة عملت » ناظر إلى بيان الحكم الواقعي ؛ وذلك لما تقدّم من قرينة السؤال في كونه عن واقعة شخصيّة ؛ ولأنّ الإمام عليهالسلام بوصفه مشرّعا ومبيّنا للأحكام الواقعيّة للوقائع الجزئيّة فيكون ظاهر حاله أنّه في مقام بيان الحكم الواقعي ؛ إذ لا معنى لأن يبيّن الحكم الظاهري مع كونه قادرا على بيان حكمها الواقعي الذي يفترض بيانه من