قال : ثم يخرج المنصور إلى الدنيا فيطلب دمه ودم اصحابه فيقتل ويسبي حتى يقال لو كان هذا من ذرية الانبياء ، ما قتل الناس كل هذا القتل ، فيجتمع الناس عليه أبيضهم واسودهم ، فيكثرون عليه حتى يلجؤنه إلى حرم الله فاذا اشتد البلاء عليه ، مات المنتصر ، وخرج السفاح إلى الدنيا غضبا للمنتصر ، فيقتل كل عدو لنا جائر ، ويملك الارض كلها ، ويصلح الله له أمره ، ويعيش ثلاثمائة سنة ويزداد تسعا.
ثم قال أبوجعفر عليهالسلام : يا جابر وهل تدري من المنتصر والسفاح؟ يا جابر المنتصر الحسين ، والسفاح أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين (١).
٦ ـ غط : جماعة ، عن البزوفري ، عن علي بن سنان الموصلي ، عن علي بن الحسين ، عن أحمد بن محمد بن الخليل ، عن جعفر بن أحمد المصري ، عن عمه الحسين
____________________
لا تخلو من حجة الا اذا كان قبل يوم القيامة بأربعين يوما ، فاذا كان ذلك رفعت الحجة وأغلق باب التوبة ، فلم يك ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا ، فأولئك شرار من خلق الله ، الحديث.
ولا يخفي أن تلك الروايات انما تحكم بأن الارض لا تخلو من حجة الا قبل القيامة بأربعين يوما فعند ذلك ترفع الحجة وأما أن تلك الحجة هو المهدي المنتظر بحيث تقوم القيامة بعد ملكه بسبع سنين فلا دلالة فيها ، ولا يساعده الاعتبار ، فكيف ينتظر الاسلام والمسلمون دهرا من الدهور ليخرج الحجة ، ويظهر على الدين كله ولو كره المشركون ثم يكون بعد سبع سنين أو سبعين سنة قيام الساعة؟
فاذا لا بد من الرجعة كما دلت عليها الروايات ، ولا بد وأن يرجع النبي والائمة الهدى عليهمالسلام ليخضر عود الاسلام ويثمر شجرة الدين وتورق أغصان التقوى والعلم وتشرق الارض بنور ربها ، ولا بأس بأن يسمى كل منهم بالمهدي عليهالسلام كما جاءت به الروايات ، وسيذكرها المصنف رحمهالله ، مع تأويلها.
(١) رواه العياشي في تفسيره ج ٢ ص ٣٢٦. وقد مر مثله في باب الرجعة عن مختصر البصائر تحت الرقم ١٣٠.