.................................................................................................
______________________________________________________
مَعَهُمْ » (١) وفي سورة ص « وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ » (٢) ثم مسح ما به وشفاه وعافاه وأمره على ما وردت به الرواية يركض برجله الأرض ، فظهرت عين اغتسل منها فتساقط ما كان على جسده من الداء ، قال الله : « ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ » (٣) والركض هو التحريك ، ومنه ركضت الدابة ، انتهى كلامه.
وأقول : لا أعرف وجها لهذا الإنكار الفظيع والرد الشنيع لتلك الرواية ، ولا أعرف فرقا بين ما صدر من أشقياء الإنس بالنسبة إلى الأنبياء والأوصياء عليهمالسلام حيث خلاهم الله سبحانه مع إرادتهم بمقتضى حكمته الكاملة ولم يمنعهم قهرا عن مثل هذا الظلم العظيم ، وبين ما نقل من تسليط إبليس في تلك الواقعة ، والجواب مشترك؟ نعم لا يجوز أن يسلط الشيطان على أديانهم كما دلت عليه الآيات والروايات ، وأما الأبدان فلم يقم دليل على نفي تسلطه في بعض الأحيان لضرب من المصلحة ، كيف لا وهو الذي يغري الأشرار على قتل الأخيار وإيلامهم بأنواع المضار ، وأيضا أي دليل قام على امتناع قدرة إبليس على فعل يوجب تقريح الأجساد وحدوث الأمراض؟ وأي فرق بين الإنس والجن في ذلك؟ نعم لو قيل بعدم ثبوت بعض الخصوصيات من جهة الأخبار لكان له وجه ، لكن الحكم بنفيها بمجرد الاستبعاد غير موجه.
ومنها : أنها منافية لما مر من عدم ابتلاء الأنبياء والأوصياء عليهمالسلام بالأمراض المنفرة؟
قال السيد رضياللهعنه في الكتاب المذكور : فإن قيل : أفتصححون ما روي
__________________
(١) سورة الأنبياء : ٨٤.
(٢) سورة ص : ٤٣.
(٣) سورة ص : ٤٢.