العلاوة وهي السندان ، والكلبتان ، والمطرقة «فيه بأس شديد» أي يمتنع به ويحارب به «ومنافع للناس» يعني ما ينتفعون به في معاشهم ، مثل السكين والفأس والابرة وغيرها مما يتخذ من الحديد من الالات ، وفيه دلالة على طهارته إذ أكثر انتفاعاته موقوفة عليها.
١ ـ قرب الاسناد : بالاسناد المتقدم ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى عليهالسلام قال : سألته عن رجل أخذ من شعره ولم يمسحه بالماء ثم يقوم فيصلي؟ قال : ينصرف فيمسحه بالماء ولا يعيد صلاته تلك (١).
____________________
ألهم البشر صنعة السلاح ليدفعوا بذلك عن مجتمعهم وحوزتهم ويذبوا من أنفسهم شركل ذى شركما قال عزوجل في داود النبى (ع) وقد كان ملكا نبيا : «وألنا له الحديد أن اعمل سابغات وقدر في السرد» ، «وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم» وفيه أيضا منافع للناس في صلاح معايشهم كلما رقى المجتمع استفاد منه أكثر و أكثر من السكين والفاس ـ إلى السكك الحديدية وغير ذلك.
فانما أنزلنا الحديد كذلك (ذابأس شديد) ليتخذ الناس منه آلات الحرب ويدافعوا عن أنفسهم ويذبوا الاشرار والمفسدين عن حوزتهم «وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب» بنصرة الدين والذب عن حرمات الله وقتل من سب الله ورسوله وأوصياه نصرة لهم بالغيب «ان الله قوى عزيز» ينصر من نصره ويعز من عزه.
فهذا تجويز للحرب وقتل من عاند الله ورسوله ، والنصرة بالغيب أوضح مصاديقه قتل من سب الله ورسوله وهجاه او أحدا من أوصيائه ، وليس في قوله تعالى «فيه بأس شديد» معنى النجاسة ولا الكراهة ، ولم يستند الائمة الاطهار في الحكم بنجاسته إلى تلك الاية الشريفة بل الوجه فيه أن له خبثا يجب الاجتناب عنه كسائر الاخباث ، ومن اختتم بخاتم حديد يعرف وجه ذلك من سواد انملته ولذلك قال صلىاللهعليهوآله «ما طهرت كف فيها خاتم حديد» ولذلك كان لا يرى قطع البطيخ بالسكين بل كان يكسره ويأكله ، لان السكين اذا لم يلبس عليه ما يمنع عن خباثته كما يعمل اليوم ويسمونه بالاستيل ، يتحلل الحديد في ماء البطيخ ثم يؤل خبثا ، فافهم ذلك.
(١) قرب الاسناد ص ٩١ ط حجر.