الأول : هو المواجهة العلنية الصريحة ، والتنديد المباشر باجراءات السلطة الحاكمة وفضحها ، أي إقدامه عليهالسلام علىٰ عملية استشهادية اُخرىٰ تلحقه بأبيه وإخوته ، لا تكلّف خصومه أكثر من ضربة سيفٍ واحدة لا يتردّد عن القيام بها جلواز واحد من جلاوزة السلطة يتقرب بها إلىٰ الأمير ، دون أن يرفّ له جفن أو يحاكمه ضمير ، وفي أُمّة ميتة لم يبقَ فيها للدم حرمة ولا للتضحية معنىٰ أو صدىٰ.. وبالتالي إيقاف أو إنهاء الدور الرسالي المهمّ الذي يسعىٰ الإمام السجاد عليهالسلام إلىٰ تحقيقه من خلال كشف تلك الغيوم وتبديدها...
والثاني : هو الصبر علىٰ ذلك الضيم أو الحيف الذي شمله مع عمّته العقيلة زينب عليهاالسلام وتمرير المرحلة بالعضّ علىٰ الجرح بنيّة مواصلة مراحل الكشف المطلوبة في كل عملية تغييرية يُراد لها أن تعيد الاُمّة المضللة إلىٰ وعيها ، أو تعيد الوعي إلىٰ الاُمّة المغلوبة علىٰ أمرها ، المسلوبة إرادتها المغيّب ضميرها ، وفي ذلك الهوس الإعلامي الصاخب ، والمناخ السياسي الملوّث.
من هنا كان علىٰ الإمام أن يختار طريقاً أو منهجاً يحقّق له هذا الهدف الكبير دون المساومة علىٰ مبادئه أو التفريط بها ، أو القفز عليها ، فاختار طريق البكاء أولاً ، ثم طريق الدعاء الذي سنأتي علىٰ ذكره في الفصل اللاحق إن شاء الله.
وعن طريق البكاء هذا المشفوع بالدعاء طبعاً ، استطاع الإمام عليهالسلام أن يحقق الأغراض التالية :