الفصل الرابع
فلسفة الإمام عليهالسلام في الانفاق وتحرير العبيد
كان الرقّ نظاماً متّبعاً قبل الإسلام وجاء الإسلام لعلاجه واجتثاثه ( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ ) (١) ، كما أنّه كان نتيجة طبيعية للفتوحات الإسلامية ووقوع الآلاف من أبناء البلدان المفتوحة أسرىٰ بأيدي المسلمين ، الأمر الذي لابدّ منه لمساومة حكّام البلدان الاُخرىٰ علىٰ تحرير أسرىٰ المسلمين.. فضلاً عن كونه حالة طبيعية في الوسط الاجتماعي آنذاك...
فقد قيل إن الزبير بن العوّام مثلاً كان يملك ألف عبد وألف أمة (٢) ، وإن عملية فتح واحدة للمسلمين ، كان فيها نصيب الدولة الإسلامية من العبيد ستين ألفاً ، وإن امرأة واحدة من المسلمين اشترت خمسمائة عبد (٣) ، إذ كان العبد الواحد يُباع أحياناً بقبضة من فلفل المطبخ... (٤).
ولما كان هؤلاء العبيد يشكّلون شريحة اجتماعية مهمة يُنظر إليها نظرة ازدراء ودونية طبعاً ، وكان معظمهم لا يستطيع التمرد علىٰ سيده بحكم
_______________________
(١) سورة البلد : ٩٠ / ١٣.
(٢) فجر الإسلام / أحمد أمين : ٩٠.
(٣) الإمامة والسياسة : ١٣٧ فصل الفتوحات ـ القسم الثاني ـ السجاد.
(٤) الإمامة والسياسة ، فتح الاندلس وشمال أفريقيا...