التعالي عليهم ومعاملتهم معاملة إنسانية ، أي بآدمية ورفق كما هو شأن القيم الإسلامية في النظر إلىٰ الضعيف أو المستضعف ممّن لا مال لديه ولا أهل ولا عشيرة..
٣ ـ السعي إلىٰ زجِّ هؤلاء العبيد في المجتمع من خلال تبنّيهم ورعاية شؤونهم واحتضانهم واجتثاث عقدة النقص من نفوسهم ، وكذلك اجتثاث جذور الفوقية والعرقية من نفوس أسيادهم بغية استثمار المؤهلين منهم في الوسط الاجتماعي كقادة ومربين ومبلّغين ، فضلاً عن هدف الإمام العظيم لمواجهة الحالة العنصرية التي أوجدتها السياسة الأموية في التفريق بين العرب والموالي أو تفضيل العرب علىٰ غيرهم ، باعتبارهم (مادة الإسلام) كما زعموا ، أو زعم بعضهم.
وهكذا فقد أوجد الإمام السجاد عليهالسلام تشكيلاً أو وجوداً اجتماعياً مؤثراً ، كان يحترم الإمام ويكنّ له كل ألوان التقدير والإعتزاز والحبّ ، وخاصة حين تأتي تفاصيل تلك المعاملة الأخوية من السموِّ والمثالية مابقي يُذكر علىٰ امتداد الدهور والأزمان..
كان عليهالسلام يُعامل عبيده كأخوة وأصدقاء وأبناء ، وكان يجالسهم ويؤاكلهم ويمازحهم ويزوّجهم ، ويزرع فيهم الثقة والاعتزاز بالنفس وبالدين.
ومن مصاديق ذلك قصته مع خادمه الذي
استعجل بشواء جاء به إليه لضيوفه ، وسقوط سفود الشواء علىٰ رأس طفل له وقتله في الحال ، وحين رأىٰ الإمام تغيُّر حال الغلام واضطرابه عاجله بقوله : «
لا عليك.. إنّك لم