وردت علىٰ لسان الإمام زين العابدين عليهالسلام ، تاركين تفاصيلها لمن يريد أو يرغب التفصيل في رسالة الحقوق المعروفة للإمام.
يبدأ الإمام عليهالسلام بتأكيد الحق الأكبر والأول الذي يؤسس لبقية الحقوق ويؤدي لها ، وهو حق الرعية علىٰ الراعي ، أي حق الاُمّة علىٰ القائد ، أو حق المحكوم علىٰ الحاكم ، وهذا الحق طبعاً هو موضوع ابتلاء الاُمم والشعوب علىٰ امتداد العصور والأزمان ، فيقول عليهالسلام مخاطباً الحاكم « فإنّما حقوق رعيتك بالسلطان : فأن تعلم ، أنك إنّما استرعيتهم بفضل قوتك عليهم ، وإنّ الله إنّما أحلّهم محلّ الرعية لك ضعفهم وذلّهم ، فما أولىٰ من كفاكه ضعفه وذلّه حتىٰ صيّره لك رعية ، وصيّر حكمك عليه نافذاً ، لا يمتنع منك بعزّة ولا قوة ، ولا ينتصر في تعاظمه منك إلّا بالله ، بالرحمة والحياطة والأناة ، وما أولاك إذا ما عرفت ما أعطاك الله من فضل هذه العزّة والقوّة التي قهرت بها أن تكون لله شاكراً ، ومن شكر الله أعطاه فيما أنعم عليه... ».
ثم يفصّل هذه الحقوق وكأنه امتداد أصيل لجده الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام الذي ترك عهده لمالك الأشتر وثيقة خالدة اعترف ويعترف بها كل القادة والزعماء التأريخيين ومازالوا ، وكيف أنها صارت منهجاً علمياً رصيناً في سياسة الحاكم لرعيته ورفقه بها وتعامله معها.
وبعد أن يحدد الإمام زين العابدين عليهالسلام حقوق المحكوم
علىٰ الحاكم ، يتوقف عند حقوق الحاكم علىٰ المحكوم ، فيعطي كل ذي حق حقه ، بلا