بعد أن رسّخ الإمام السجاد عليهالسلام موقعه في قاعدته الشعبية ، وبعد أن عُرف إماماً عادلاً ورعاً تقياً نقياً ، يعرف الدين وحدوده ، وأصوله وفروعه ، ويقف وجهاً لوجه لمقارعة مغتصبي الخلافة والولاية والإمامة من الأمويين وأزلامهم.. وحين شعر أنّهم سيقتلونه لا محالة ، إثر اتساع قاعدته وشهرته وظهور أمره ، صار لزاماً عليه أن يُشهر عداءه و (يُظهر علمه) في مقارعتهم ومواجهتهم وكشف زيفهم وأحابيلهم.. وبكلمة اُخرىٰ ، يقلّص دائرة التقيّة التي اتّسعت له سنين طويلة للامتداد اُفقاً وعمقاً في الوسط الجماهيري ، ولم يبق أمامه إلّا اقتحام المحظور والمتهيب والمسكوت عنه في هذا الوسط المهزوم المغلوب علىٰ أمره ، المضلّل بالخطاب الإعلامي الأموي الموجّه الضاغط...
رأىٰ الإمام عليهالسلام أن الخطوة الاُولىٰ التي عليه تقحّمها رغم وعورتها وخطورتها هو كسر هيبة الحكام الأمويين وتهشيم هالتهم التي صنعوها بشراستهم وفرعونيتهم ودعاواهم العريضة بالانتساب إلىٰ الإسلام ونبي الإسلام...
فقد روي أن عبدالملك بن مروان كان يطوف بالبيت العتيق ، وعلي بن الحسين يطوف أمامه غير ملتفت إليه ، أو لا يلتفت إليه. فقال عبد الملك من هذا الذي يطوف بين أيدينا ؟ ولا يلتفت إلينا ؟ فقيل له : إنّه علي بن الحسين.
فجلس عبدالملك مكانه غاضباً وقال : ردّوه
إليَّ فردّوه ، فقال له : يا