« لا ترفعني... إلّا حططتني... » وهو من جانب آخر يسعىٰ إلىٰ توضيح وتيسير المفاهيم الإسلامية العامّة ، وبالتالي استيعاب حاجات الفرد المؤمن المادية والروحية ، وصولاً لاحتواء متطلبات المجتمع المسلم المادية والروحية أيضاً ، وبدون ابتسار أو تعسف أو اختزال..
وهكذا في العشرات بل المئات من المقطوعات المأثورة والبيانات الصريحة التي تعبّر عن اندكاكه بهموم الاُمّة ولوعته في مناشدة الضمائر الحيّة لمقارعة أهل الظلم والجور أياً كانوا وحيثما وجدوا.
فمما روي عنه عليهالسلام قوله : « يامن اتقيتم سلطان الأرض ، ألا تتقون سلطان السماء ؟ يامن أرهبكم عذاب الدنيا ، ألا ترهبون عذاب الآخرة ، إذ الاغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون ؟ ».
« أتخشون ملكاً تعصونه مرّة ولا تخشون ملك الملوك ، وأنتم في كلِّ يوم له عاصون ؟ ».
« اللهمَّ من تهيأ وتعبأ واستعد لوفادة إلىٰ مخلوق رجاء رفده ونوافله وطلب نيله وجائزته ، فإليك يامولاي كانت اليوم تهيئتي وتعبئتي وإعدادي واستعدادي رجاء عفوك ورفدك وطلب نيلك وجائزتك... » (١).
ومما يؤكد حرص الإمام علىٰ إنزال الدعاء من السماء إلىٰ الأرض ، وشدّه بين واجبات الإنسان علىٰ الأرض وتطلّعه نحو السماء ، إنّه لم ينفكّ يدعو إلىٰ التواصل والجمع بينهما من أجل توفير الحالة الدينية
_______________________
(١) الصحيفة السجادية الكاملة ، دعاؤه يوم الأضحىٰ ويوم الجمعة.