لما لهذا البُعد من آثار اجتماعية مهمة يجب الالتفات إليها والنظر أو التحديق فيها من زوايا متعدّدة فيقول عليهالسلام : « وأما حق المدّعي عليك ، فإن كان ما يدّعي عليك حقاً لم تنفسخ في صحبته ، ولم تعمل في إبطال دعوته ، وكنت خصم نفسك له والحاكم عليها ، والشاهد له بحقه ، دون شهادة الشهود ، فإنّ ذلك حق الله عليك ، وإن كان ما يدّعيه باطلاً ، رفقت به وردعته وناشدته بدينه ، وكسرت حدّته عنك بذكر الله ، لأنّ لفظة السوء تبعث الشرّ ، ولفظة الخير مقمعة للشر..
وأما حق المدّعىٰ عليه ، فان كان ما تدّعيه حقّاً أجملت في مقاولته ، فان للدعوىٰ غلظة في سمع المدّعىٰ عليه ، وقصدت قصد حجتك بالرفق ، وأمهل المهلة ، وأبين البيان ، وألطف اللطف ، ولا تتشاغل عن حجتك بمنازعته بالقيل والقال ، فتذهب عنك حجتك ، ولا يكون لك في ذلك دَرَك.. ».
ويستمر الإمام عليهالسلام في تفصيل رسالة
الحقوق هذه ، فيشير إلىٰ حق المشير وحق المستشير ، وحق الناصح والمستنصح ، وحق الصغير علىٰ الكبير ، وحق الكبير علىٰ الصغير ، وحق السائل وحق المسؤول ، وحق من سرّك ، وحق من ساءك القضاء علىٰ يديه ، وهكذا حتىٰ يحس القارئ لهذه الرسالة القانونية ، أنّه غارق في مدوّنات دستورية بالغة التركيز والدقة ، فلاجملة مضافة ولا حرف زائد ، ولا سجع ممل ، ولا إنشاء غائم ، مستلّاً