وواسىٰ الرجال الصالحين بنفسه |
|
|
|
وفارق مثبوراً وخالف مجرما |
|
فإن عشتُ لم أندم وإن متُّ لم أُلم |
|
|
|
كفىٰ بك ذلّاً أن تعيش وتُرغما |
|
كلّ ذلك وغيره كثير يختزنه الإمام السجاد ويطوي عليه قلبه وضلوعه ، إذ لم يتسنَّ له أن يبذل مهجته ، لجرحٍ أصابه ، فأخرجه من المعركة ، أو مرضٍ شديد أقعده عن المساهمة فيها ، فيحمل تلك المشاهد والكلمات ليصبح بعد ذلك ناطقاً رسمياً بما شاهده واطّلع عليه ، ويكون المرجع الرئيس المُنتدب لإتمام المهمة التي استشهد من أجلها أبوه الإمام الحسين عليهالسلام ، والتي لم تنته باستشهاده ، بل إنّها بدأت بعد ذلك مباشرة فعلاً.
وحين نقول ذلك ونؤكد أن مصرع الإمام الحسين عليهالسلام هو الحدث التاريخي الأكبر الذي أدىٰ إلىٰ بلورة الاتجاه الصحيح في الإسلام ، وقاد ثورته التصحيحية فعلاً ، فان دور الإمام السجاد عليهالسلام يأتي الأكثر تجلياً في ريادة مشروع هذه الثورة واستكمال فصولها وتجلية مفرداتها وشرح أبعادها ورسم المعالم الحقيقية للخط الإسلامي المحمدي الأصيل.
نعم ، في معسكر الأعداء ، وفي أسر
الخصوم ، في الكوفة ومجلس أميرها ، وفي الشام وأمام مليكها والتي لا يقل الموقف البطولي فيها عن ميدان الوغىٰ وحومة الصراع ، يستحضر الإمام السجاد عليهالسلام مصارع إخوته وأبناء عمومته ، فيقف شامخاً في قصر الإمارة بالكوفة مع عمّته زينب