الفصل الثالث
ظاهرتا العبادة والدعاء عند الإمام عليهالسلام
لم يكن تفسير المؤرخين لظاهرتي العبادة والدعاء للإمام زين العابدين عليهالسلام بأوفر حظاً من تفسيرهم لظاهرة البكاء المارّة الذكر.. ؛ إذ اقتصر بعضهم علىٰ تفسيرهما بكونهما حالة من الاعتزال والانكسار النفسي الذي يحلُّ عادة بالمصدومين والمفجوعين بسبب هول الصدمة أو الفجيعة التي مرّوا بها أو مرّت بهم...
ويفسرها آخرون بأنّها نوع من العزاء والسلوىٰ والتصوّف ، حيث ينكفىء أصحابها علىٰ أنفسهم في طقوس خاصة وانزواء واعتكاف لا علاقة له بالناس والمجتمع وهمومهم وآلامهم...
وبين هذين التفسيرين المتيسّرين اللذين يمران علىٰ الاُمور بظواهرها ولا يغوصان في أعماقها ، يأتي تفسير مبتور ثالث يؤكد أنّ دعاء الإمام وعبادته لم يكونا يتعديان مناقبية مثالية علوية عظيمة ، وفضيلة وكرامة من فضائل وكرامات أهل هذا البيت الطاهر ، وحيث ينظر إلىٰ المنقبة والكرامة علىٰ أنّها أسمىٰ ما يمكن أن يوصف بها الإنسان المغيّر في زمن التداعيات السياسية والصراع الفكري والحضاري..
ولئن كان في هذا التفسير بعض حق ولكنه
ليس الحق كلّه ، لاسيّما وإن