النظام الاجتماعي القائم ، ولا يجد بدّاً من العمل معه أوله مقابل لقيمات يسدُّ بها رمقه ، أو أمانٍ يحفظ له حياته ، من خلال انتمائه لهذا البيت أو هذا الرجل ، كان علىٰ الإمام زين العابدين أن يتعامل مع الظاهرة من موقع المسؤولية ؛ إذ عليه أولاً أن يُعاملهم كبشر لا يختلفون عن غيرهم في طموحاتهم وتطلعاتهم وآمالهم ، وأيضاً في تطلعاته هو عليهالسلام لكسب ودّهم وتربيتهم وزرع القيم الرسالية في نفوسهم...
وحين كان الواحد من هؤلاء يُخاطب بكلمة «يا عبدي ويا أمتي» كان عليهالسلام يخاطبهم «يا فتاي ويا فتاتي» ؛ إذ كان يرىٰ فيهم رصيداً اجتماعياً مؤثراً لنشر الإسلام وقيمه وتعاليمه...
ومن هنا كان رأي الإمام أن يتعامل معهم وفق الاُسس التالية :
١ ـ التأكيد علىٰ قيم الإسلام في نظرته إلىٰ البشر بأنهم جميعاً لآدم وآدم من تراب.. ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ) وأن : « الناس سواسية كأسنان المشط » وأنه « لا فرق بين عربي وأعجمي إلّا بالتقوىٰ » و « لا فضل لابن البيضاء علىٰ ابن السوداء إلّا بالحق » وأن « الناس صنفان : إمّا أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق » ، وبالتالي فإنّ علىٰ الإمام عليهالسلام تجسيد هذه المثل النبيلة في التعامل مع أولئك العبيد ورعايتهم وتربيتهم وأخيراً تحريرهم ، أي عتقهم ، وبثّهم في ربوع العالم الإسلامي لأداء الأمانة وتبليغ الرسالة...
٢ ـ تربية المسلمين وحثّهم علىٰ إنهاء
هذه الظاهرة غير الممدوحة عبر تشجيعهم علىٰ شراء العبيد وعتقهم ، وكل ذلك بعد تأكيده علىٰ عدم