المسؤولة ، وتعبئة الاُمّة لحفظ هذا التواصل وإذكاء جذوته وإبقائه في نفوس الناس...
فلا يكاد المرء يستمع إلىٰ مواعظه إلّا ويستشعر نكهتها التربوية والاجتماعية والسياسية ، ودورها في تهذيب النفوس وتنقيتها ، فهي من جانب تدعو إلىٰ التسامي والترفّع ، ومن جانب آخر إلىٰ التصدّي للظالمين والثورة عليهم ، وتؤكد كذلك علىٰ مسؤولية الإنسان في هذه الحياة الدنيا ودوره فيها.. الأمر الذي يعطي العبادة دورها في إحياء المجتمع والفرد من خلال فتح الأبواب إلىٰ مضامينها وأهدافها التي قد لا يدركها إلّا القليل ممن تذوّق روح الشريعة الإسلامية وأبصر أبعادها.
يقول عليهالسلام وعلىٰ سبيل المثال لا الحصر :
١ ـ « أصبحت مطلوباً بثمان : الله يطالبني بالفرائض ، والنبي بالسُنّة ، والعيال بالقوت ، والنفس بالشهوة ، والشيطان باتّباعه ، والحافظان بصدق العمل ، وملك الموت بالروح ، والقبر بالجسد.. فأنا بين هذه الخصال مطلوب... » (١).
٢ ـ « أيُّها المؤمنون لا يفتننكم الطواغيت وأتباعهم من أهل الرغبة في الدنيا ، المائلون إليها ، المفتونون بها ، المقبلون عليها ، احذروا ما حذّركم الله منها ، وازهدوا في ما زهّدكم الله فيه منها ، ولا تركنوا إلىٰ مافي هذه الدنيا ركون من أعدّها داراً وتوهّمها قراراً... » (٢).
٣ ـ وقال عليهالسلام واصفاً أهل الدنيا ، مصنّفاً لهم : « الناس في زماننا ستّ طبقات : أُسد وذئاب وثعالب وكلاب وخنازير وشياه : فأما الاُسد فملوك
_______________________
(١) أمالي ابن الشيخ : ٤١٠.
(٢) تحف العقول : ٢٥٢.