مقاطعها انفعالاً وشططاً.
الثاني : هو قيام الإمام السجاد عليهالسلام بأداء دور كان لابدّ له أن يؤديه ، لكي يُبعد عن أذهان الأمويين المتربصين به ارتباطه بهذا الثائر العظيم ، وبالتالي تبرير استهدافه وقتله من قبلهم ، أو السماح لهم بتسويغ هذا الفعل ، أي منحهم التبرير لذلك ، قبل إتمام أهدافه واستكمال المهمة التي يريد أن يأتي إلىٰ آخر مشوارها أو آخر شوطٍ فيها.
الثالث : عدم تحمّله عليهالسلام مسؤولية الاِسراف في القتل الذي يُرافق الثورات الانتقامية أو الثأرية عادةً ، وخاصة تلك البعيدة عنه ، والتي لم ينسّق رجالها معه لا في الإعداد ولا في التنفيذ...
ومن هنا كان موقفه المعروف من المختار حين جزّاه خيراً من جهة ، ولكنه رفض استلام أمواله أو قبول بيعته من جهة اُخرىٰ ، كما تقول الروايات التاريخية.. (١).
وهذا ما أراد تثبيته فعلاً من مواقف في ثورات اُخرىٰ ، كان لا ينبغي أن تحسب عليه مقاطع الحرق والتعذيب وقطع الرؤوس والتمثيل بالأجساد والشماتة ، وما إلىٰ ذلك.
_______________________
يوماً قط منذ قُتل أبوه إلّا في ذلك اليوم ، وأنّه كان له إبل تحمل الفاكهة من الشام ، فلما أتىٰ برأس عبيدالله بن زياد أمر بتلك الفاكهة ، ففرّقت في أهل المدينة ، وامتشطت نساء رسول الله واختضبن ، وما امتشطت امرأة ولا اختضبت منذ قتل الحسين بن علي...) ويضيف المصدر نفسه في نفس الصفحة : (أنّ المختار تتبع قتلة الحسين ، فقتل منهم خلقاً عظيماً ، حتىٰ لم يبقَ منهم أحد ، وقُتل عمر بن سعد وغيره ، وحُرّق بالنار ، وعذّب بأصناف العذاب..).
(١) مناقب آل أبي طالب ٤ : ١٥٧. ومروج الذهب ٣ : ٨٣. ورجال الكشي : ١٢٦ رقم ٢٠٠.