وانطلاقاً من كون التشيّع اعتقاداً بآراء معيّنة ذهب الباحثون تبعاً لذلك إلى تعريفه على اختلاف بينهم في مدى سعة هذه التعاريف وضيقها ، وإليك نماذج من تعريفاتهم :
١ ـ الشهيد الثاني في كتابه الروضة البهيّة في شرح اللمعة الدمشقية قال : الشيعة من تابع علياً ، أي : اتّبعه وقدّمه على غيره في الإمامة وإن لم يوافق على إمامة باقي الأئمة ، فيدخل فيهم الإمامية ، والجارودية من الزيدية ، والإسماعيلية غير الملاحدة منهم ، والواقفية والقطعية (١).
٢ ـ الشيخ المفيد في كتاب الموسوعة كما نقله عن المؤلف قال : الشيعة هم من شايع علياً وقدّمه على أصحاب الرسول (صلىاللهعليهوآله) ، واعتقد أنّ الإمام بوصية من رسول الله صلىاللهعليهوآله أو بإرادة من الله تعالى نصاً كما يرى الإمامية أو صفة كما يرى الجارودية (٢).
٣ ـ النوبختي في كتابه فرق الشيعة قال : الشيعة هم فرقة علي بن أبي طالب المسمّون بشيعة علي في زمان النبي صلىاللهعليهوآله وبعده ، معروفون بانقطاعهم إليه ، والقول بإمامته ، منهم : المقداد بن الأسود ، وسلمان الفارسي ، وأبو جندب بن جنادة الغفاري ، وعمار بن ياسر ، وغيرهم ممن وافقت مودّته مودّة علي عليهالسلام وهم أوّل من تشيّع من هذه الأمّة ; لانّ التشيّع قديم (٣).
_______________
(١) الشهيد الثاني ، شرح اللمعة ، ٢ / ٢٨٨.
(٢) جعفر الخليلي مدخل موسوعة العتبات المقدسة ، ص ٩١.
(٣) النوبختي ، فرق الشيعة ، ص ٢٨.