٨ ـ مصادر مختلفة : زيد بن علي بن
الحسين السبط بن علي بن أبي طالب (أبو محمّد) كان قد بايعه خلق في أيام هشام بن عبد الملك ، وشجّعوه على الخروج ، وحارب متولي العراق يوسف بن عمر الثقفي ، فظفر به يوسف ، فقتله وصلبه ، وبقي مصلوباً مدّة ، قال الذهبي : أربع سنوات. وحين خرج جاءت طائفة كبيرة ، وقالوا :
تبرّأ من أبي بكر وعمر ، ونحن نبايعك ونحارب معك ، فأبى ، فقالوا : إذن فنحن نرفضك ، فسمّي هؤلاء بالرافضة ، وبقي اسم (الزيدية) على من بقي معه ، وقد اختلف في عام وفاته ، فقيل : ١٢٠ ، وقيل : ١٢١ ، وقيل : ١٢٢ هــ. وممّا سبق نقول : إنّ الرفض هو الطرد
والترك ، والرافضة فرقة من الشيعة ، أي : جزء من الكل ، وهي الفرقة من الجيش التي تترك قائدها. وأمّا التعريف الذي ساقه أبو الحسن
الأشعري في كتابه مقالات الإسلاميين لم يفرّق بين الشيعة (الكل) وبين الرافضة (الجزء) ، وهذا تعريف في غاية القصور. وكذلك فعل عبد القاهر البغدادي في الفرق بين الفرق. وأمّا ابن تيمية فبعمد أراد أن يثير
أكبر حملاته في الهجوم على الشيعة كفرقة ، فخلط بينها وبين السبئية ، والتي هي مترسّخة في الوعي العام للناس ، وأنّهم كفّار خارجين عن الملة ، وبذلك أراد أن يسحب هذه على تلك ، ثمّ أضاف إليهم الرفض ; لكي يشتركوا جميعاً في حكم