ومنها ما حدث في مدينة حلب ، حيث أفتىٰ الشيخ نوح الحنفي في كفر الشيعة واستباحة دمائهم وأموالهم ، تابوا أو لم يتوبوا !! فزحفوا علىٰ شيعة حلب وأبادوا منهم أربعين ألفاً أو يزيدون ، وانتهبت أموالهم وأخرج الباقون منهم من ديارهم... (١) .
أما المذابح التي ارتكبت بحق الشيعة ، وما أريق من دمائهم وما انتهب من أموالهم ، وما تعرض له مشاهدهم المقدسة من تخريب علىٰ أيدي الوهابيين بفتوىٰ شيخهم محمد بن عبد الوهاب ، فحدّث ولا حرج ، إستكمالاً للمخطط الذي بدأه معاوية في تصفية آثار النبوة والقضاء علىٰ سنة النبي صلىاللهعليهوسلم من خلال تصفية أتباعه المتمسكين بسنته كما سوف يتبين في بعض الفصول القادمة .
وأكتفي بهذا القدر من الشواهد التاريخية حتىٰ يعرف القارئ الكريم الظروف التي أحاطت بالشيعة مما جعلهم يلجؤون إلىٰ التقية .
ويبقىٰ السؤال : هل خالف الشيعة شريعة الاسلام في الالتزام بالتقية ؟
لقد حدّد الشيخ محمد بن عبد الوهاب مفهوم التقية عند الشيعة
_______________
(١) تاريخ الشيعة : ١٤٧ ، التقية في فقه أهل البيت ٥١ / ١ .