بقوله ـ في نفس المطلب الذي نحن بصدده ـ :
|
والمفهوم من كلامهم أن معنىٰ التقية عندهم كتمان الحق أو ترك اللازم أو ارتكاب المنهي خوفاً من الناس... (١) . |
فلنستعرض الآن مفهوم التقية عند أهل السنة من خلال أقوال بعض علمائهم ، حتىٰ يتبين لنا إن كانوا يخالفون مفهومها عند الشيعة : في شيء :
١ ـ قال أحمد مصطفىٰ المراغي في تفسيره لقوله تعالىٰ : ( لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّـهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ) (٢) ، قال :
أي إنّ ترك موالاة المؤمنين للكافرين حتم لازم في كل حال ، إلّا في حال الخوف من شيء تتقونه منهم ، فلكم حينئذ أن تتقوهم بقدر ما يتقىٰ ذلك الشيء ، إذ القاعدة الشرعية أن ردّ المفاسد مقدّم علىٰ جلب المصالح ، وإذا جاز موالاتهم لاتقاء الضرر فأولىٰ أن تجوز لمنفعة المسلمين ، وإذاً فلا مانع من أن تحالف دولة إسلامية دولة غير مسلمة لفائدة تعود إلىٰ الأولىٰ ، إما بدفع ضرر أو جلب منفعة ،
_______________
(١) رسالة في الردّ علىٰ الرافضة : ٢١ .
(٢) سورة آل عمران : ٢٨ .