بمصنفات أهل السنة أيضاً ، نورد طائفة مما أخرجه أئمة أهل السنة فيما يتعلق بهذا الأمر :
١ ـ عن الحسن ، أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : « لما بعثني الله تعالىٰ برسالته ضقت بها ذرعاً ، وعرفت أن من الناس من يكذبني ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يهاب قريشاً واليهود والنصارىٰ ، فأنزل الله تعالىٰ هذه الآية .
٢ ـ عن مجاهد قال : لما نزلت ( بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) قال : يارب إنما أنا واحد كيف أصنع يجتمع علي الناس ؟ فنزلت ( وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) .
٣ ـ عن ابن عباس في قوله : ( وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) يعني إن كتمت آية مما أُنزل إليك لم تبلغ رسالته (١) .
وقال القرطبي : قيل معناه : أظهر التبليغ ، لأنه كان في أول الاسلام يخفيه خوفاً من المشركين ، ثم أمر بإظهاره في هذه الآية ، وأعلمه الله أنه يعصمه من الناس (٢) .
وقال ابن قتيبة : والذي عندي في هذا أن فيه مضمراً يبينه ما
_______________
(١) أُنظر : أسباب نزول القرآن : ٢٠٤ ، فتح القدير ٢ / ٦٠ ، الدر المنثور ٣ / ١١٧ ، روح المعاني ٦ / ١٨٩ ، التفسير الكبير ٢ / ٤٩ ، عمدة القاري شرح صحيح البخاري ١٨ / ٢٠٦ ، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢ / ٨٠ .
(٢) الجامع لأحكام القرآن ٦ / ٢٤٢ .