حاربتم ، أنا سلم لمن سالمتم » (١) .
فقد أثبت النبي بهذه الأحاديث الشريفة وأمثالها مما أخرجه الأئمة الأعلام من أهل السنة في كتبهم أن من حارب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام أو أحداً من أهل بيته أو فارقهم فقد صار محارباً لرسول الله ، ومن حارب النبي فقد صار محارباً لله تعالىٰ كما هو معلوم بديهة ، ومن حارب الله ورسوله فقد كفر ، بدلالة قوله تعالىٰ : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّـهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) (٢) ، وقوله تعالىٰ : ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) (٣) .
وقد خرجت عائشة أُم المؤمنين وطلحة والزبير ومن معهم علىٰ جماعة المسلمين وإمامهم الشرعي ، فوقعوا تحت حكم المفارقين للجماعة المفرقين لشمل المسلمين ، الذين وصفهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في عدد من الأحاديث الشريفة ، نذكر منها :
١ ـ عن أُسامة بن شريك قال : قال رسول الله : « من فرّق بين
_______________
(١) تفسير الطبري ٢٢ / ٥ ، تاريخ بغداد ١٠ / ٧٨ ، الدر المنثور ٦ / ٦٠٦ .
(٢) سورة التوبة : ٦١ .
(٣) سورة المائدة : ٣٣ .