أجمع المفسرون علىٰ أن المراد بالذكر هنا الخطبة وصلاة الجمعة ، تسمية للشيء باسم أشرف أجزائه ، والأمر للوجوب كما قرر في الأُصول ، وهو هنا للتكرار باتفاق العلماء ، والتعليق بالنداء مبني علىٰ الغالب ، وفي الآية مع الأمر الدال علىٰ الوجوب ضروب من التأكيد وأنواع الحث بما لا يقتضي تفصيله المقام ، ولا يخفىٰ علىٰ من تأمله من أُولي الافهام .
وأما الأخبار فمستفيضة جداً ، بل تكاد تكون متواترة ، فمن ذلك صحيحة أبي بصير ومحمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، قال : « إن الله عزوجل فرض في كل سبعة أيام خمساً وثلاثين صلاة ، منها صلاة واجبة علىٰ كل مسلم أن يشهدها إلّا خمسة : المريض ، والمملوك ، والمسافر ، والمرأة ، والصبي ... » (١) .
هذا ما يقوله علماء الشيعة عن صلاة الجمعة والجماعة ، وأود الاشارة إلىٰ إدعاء الشيخ ابن عبد الوهاب بأن الشيعة يعادون أهل السنة ويتنجسون منهم ، هذا الإدعاء الباطل الذي يستهدف تشويه صورة الشيعة أمام المسلمين ، ويكفي في رد هذا الادعاء الباطل أن استشهد بما أورده السيد محمد بن علي الموسوي بهذا الشأن ، قال :
_______________
(١) مدارك الاحكام ٤ / ٥ ـ ٦ .