٤ ـ أخرج مسلم في صحيحه في باب وجوب الغسل بالتقاء الختانين عن عائشة زوج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الرّجل يجامع أهله ثمّ يكسل هل عليهما الغسْلُ ـ وعائشة جالسة ـ؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنّني لأفعل ذلك أنا وهذه ثمّ نغتسلُ »!!
وأترك لك أيّها القارئ أن تُعلّق بنفسك على هذه الرواية ، فقد بلغ من تدليل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لزوجته عائشة أن يحدّث بجماعها الخاصّ والعامّ من الناس ، وكم لعائشة بنت أبي بكر من أمثال هذه الروايات التي فيها مسّ من كرامة الرسول والحطّ من قيمته.
فمرة تروي بأنّه يضع خدّه على خدّها لتتفرّج على رقص السودان ، ومرّة يحملها على كتفه (١) ، ومرّة يتسابق معها فتغلبه وينتظر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى تسمن فيسابقها ويقول هذه بتيك (٢) ، ومرّة يستلقي على ظهره والنساء يضربن بالدفوف ومزمارة الشيطان في بيته فينتهرها أبو بكر (٣).
وكم في كتب الصحاح أمثال هذه الروايات المخزية التي لا يُقصَدُ منها إلاّ انتقاص نبي الإسلام صلىاللهعليهوآله ، كالروايات التي تقول بأنّ الرسول سُحر حتّى
____________
(١) صحيح البخاري ٢ : ٣ ، كتاب الجهاد ، باب الدرق.
(٢) مسند أحمد ٦ : ٣٩ وأشار محقّق الكتاب أحمد حمزة الزين إلى صحة الحديث. وقال الشيخ الألباني في صحيحته ١ : ٢٥٤ ح ١٣١ بعد أن ذكر الحديث : « أخرجه الحميدي في مسنده ق ٤٢ / ٢ ، وأبو داود : ٢٥٧٨ ، والنسائي في عشرة النساء ق ٧٤ / ١ والسياق له ، وابن ماجة : ١٩٧٩ مختصراً وأحمد ٦ : ٣٩ / ٢٦٤ » ، السنن الكبرى للنسائي ٥ : ٣٠٣ ح ٨٩٤٢.
(٣) صحيح البخاري ٢ : ١١ كتاب مناقب الأنصار ، باب مقدم النبي وأصحابه المدينة.