جاؤوا بهم إلى عائشة فأمرتْ بقتلهم ، فذبحوهم كما يذبح الغنم ، وقيل : كانوا أربعمائة رجل يقال : إنّهم أوّل قوم من المسلمين ضربتْ أعناقهم صبراً (١).
روى الشعبي ، عن مسلم بن أبي بكرة ، عن أبيه قال : لمّا قدم طلحة والزبير البصرة ، تقلّدتُ سيفي وأنا أُريد نصرهما ، فدخلتُ على عائشة فإذا هي تأمُرُ وتنهي وإذا الأمر أمرها ، فتذكّرت حديثاً عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كنت سمعته يقول : « لن يفلح قوم تدبّر أمرهم امرأة » فانصرفت عنهم واعتزلتهم (٢).
كما أخرج البخاري عن أبي بكرة قوله : لقد نفعني الله بكلمة أيام الجمل ، لمّا بلغ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّ فارساً ملّكوا ابنة كسرى قال : « لن يفلح قومٌ ولّوا أمرهم امرأة » (٣).
ومن المواقف المُضحكة والمبكية في آن واحد أنّ عائشة أُمّ المؤمنين تخرج من بيتها عاصية لله ولرسوله ، ثمّ تأمر الصّحابة بالاستقرار في بيوتهم ، إنّه حقّاً أمرٌ عجيب!!
فكيف وقع ذلك يا ترى؟
روى ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة وغيره من المؤرّخين : إنّ عائشة كَتبتْ ـ وهي في البصرة ـ إلى زيد بن صوحان العبدي رسالة تقول له فيها : من عائشة أُمّ المؤمنين بنت أبي بكر الصدّيق زوجة
____________
(١) راجع : أنساب الأشراف : ٢٢٧ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٩ : ٣٢١.
(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٦ : ٢٢٧.
(٣) صحيح البخاري ٨ : ٩٧ كتاب الفتن ، سنن الترمذي ٣ : ٣٦ ، البداية والنهاية ٢ : ٢٦.