أزواج النبي ، قال : عن نافع ، عن عبد الله ( رضي الله عنه ) ، قال : قام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم خطيباً فأشار نحو مسكن عائشة فقال : « ههنا الفتنة ـ ثلاثاً ـ من حيث يطلع قرن الشيطان » (١).
كما أخرج مسلم في صحيحه أيضاً عن عكرمة بن عمّار ، عن سالم ، عن ابن عمر قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من بيت عائشة ، فقال : « رأس الكفر من ههنا من حيث يطلعُ قرنُ الشيطان » (٢).
ولا عبرة بالزّيادة التي أضافوها بقولهم : يعني المشرق ، فهي واضحة الوضع; ليخفّفوا بها عن أم المؤمنين ، ويبعدوا هذه التهمة عنها.
وقد جاء في « صحيح البخاري » أيضاً ، قال : لما سارَ طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة ، بعث علي عمّار بن ياسر وحسن بن علي ، فقدما علينا الكوفة فصعدا المنبر ، فكان الحسنُ بن علي فوق المنبر في أعلاه ، وقام عمّار أسفل من الحسن فاجتمعنا إليه ، فسمعتُ عمّاراً يقول : إن عائشة قد سارت إلى البصرة ، ووالله إنّها لزوجة نبيّكم صلىاللهعليهوآلهوسلم في الدنيا والآخرة ، ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم ليعلَم إيّاه تطيعون أمْ هي (٣).
الله أكبر ، فهذا الخبر يدلّ ـ أيضاً ـ أنّ طاعتها معصية لله ، وفي معصيتها هي والوقوف ضدّها طاعةً لله.
كما نلاحظ أيضاً في هذا الحديث أنّ الرواة من بني أُميّة أضافوا عبارة
____________
(١) صحيح البخاري ٤ : ٤٦ كتاب الخمس ، باب ما جاء في بيوت أزواج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ٤ : ٤٦.
(٢) صحيح مسلم ٨ : ١٨١ ، كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب الفتنة من المشرق.
(٣) صحيح البخاري ٨ : ٩٧ كتاب الفتن.