وعن أبي سعيد الخدري : « فيقال إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدَكَ ، فأقُولُ : سُحْقاً سُحْقاً لِمنْ غيَّرَ بعدي ». ( صحيح البخاري ٧ : ٢٠٨ ).
كما أخرج البخاري في جزئه الخامس من باب غزوة الحديبية وقول الله تعالى : ( لَقَدْ رَضِيَ اللّهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ) :
عن العلاء بن المسيّب ، عن أبيه قال : لقيتُ البراء بن عازب رضي الله عنهما فقُلتُ : طوبى لك صَحِبتَ النبىَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبايعتَهُ تحت الشجرةِ ، فقال : يابن أخي ، إنّك لا تدري ما أحدثنَا بعده. ( صحيح البخاري ٥ : ٦٦ ).
وإنّها لشهادةٌ كبرى من صحابي كبير كان على الأقل صريح مع نفسه ومع النّاس ، وتأتي شهادته مؤكّدة لِمَا قاله اللّهُ تعالى فيهم : ( أفَإنْ مَاتَ أوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أعْقَابِكُمْ ).
ومؤكّدة لما قاله النبىُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « فيقال لي ، إنّهم ارتدّوا على أدبارهم القهقرى ».
والبراء بن عازب وهو صحابي جليل من الأكابر ، ومن السّابقين الأوّلين الذين بايعوا النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم تحت الشجرة : يشهد على نفسه وغيره من الصحابة بأنّهم أحدثوا بعد وفاة النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كي لا يغترّ بهم النّاس ، وأوضح بأنّ صحبة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ومبايعته تحت الشجرة ، والتي سمّيت بيعة الرضوان ، لا تمنعان من ضلالة الصحابي وارتداده بعد النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وأخرج البخاري في جزئه الثامن في باب قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لتتبعنّ سنن من كان قبلكم » عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « لتتّبعنَّ سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع ، حتّى لو دخلوا جُحْر ضبّ تبعتموهم » ، قلنا : يا رسول اللّهِ اليهود والنّصارى;