والجماعة ، ويعتبرونه مروقاً عن الدّين وخروجاً عن الإسلام ، وكأنّ الإسلام على زعمهم هو المذاهب الأربعة ، وغيرها باطل!!
إنّها عقول متحجّرة وجامدة ، تُشبهُ تلك العقول التي يحدّثنا عنها القرآن ، والتي واجهت دعوة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعارضته معارضة شديدة; لأنّه دعاهم إلى التوحيد وترك الآلهة المتعدّدة ، قال تعالى : ( وَعَجِبُوا أنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ * أجَعَلَ الآلِهَةَ إلَهاً وَاحِداً إنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ) (١).
ولكلّ ذلك فأنا واثقُ من الهجمة الشرسة التي سوف تُواجهني من أُولئك المتعصّبين الذين جعلوا أنفسهم قوّامين على غيرهم ، فلا يحقّ لأحد أن يخرج عن المألوف لديهم ، ولو كان هذا المألوف لا يمتّ للإسلام بشيء!! وإلاّ كيف يحكم على من انتقد بعض الصّحابة في أعمالهم بالخروج عن الدّين والكفر ، والدّينُ بأُصوله وفروعه ليس فيه شيء من ذلك؟!
بعض المتعصّبين كان يروّج في أوساطه بأنّ كتابي « ثمّ اهتديت » يشبه كتاب سلمان رُشدي ، ليصدّ الناس عن قراءته بل ويحثّهم على لعن كاتبه!!
إنّه الدسّ والتزوير والبهتان العظيم الذي سوف يُحاسبه عليه ربّ العالمين ، وإلاّ كيف يُقارن كتاب « ثمّ اهتديت » الذي يدعو إلى القول بعصمة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وتنزيهه ، والاقتداء بأئمة أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً; بكتاب « الآيات الشيطانية » الذي يشتمُ فيه صاحبه الملعون الإسلام ونبي الإسلام صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويعتبر أنّ الدين الإسلامي هو نفثة الشياطين؟!
____________
(١) ص : ٥.