دفنتْ أباها في ذلك البيت ، ودفنت عمر إلى جانب أبيها ، ومنعتْ الحسين أن يدفن أخاه الحسن بجانب جدّه ، ممّا حدى بابن عبّاس أن يقول فيها :
تجمَّلْت تبغّلتِ ولو عشت تفيَّلتِ |
|
لك التسع من الثمن وفي الكلّ تصرّفت |
وعلى كلّ حال فأنا لا أُريد الإطالة في هذا الموضوع ، فإنّه لا بدّ للباحثين من مراجعة التاريخ ، ولكن لا بأس بذكر مقطع من الخطبة التي ألقتها فاطمة الزهراء عليهاالسلام بمحضر أبي بكر وجلّ الصّحابة; ليهلك من هلك منهم عن بيّنة ، وينجو من نجا منهم عن بيّنة. قالت لهم :
« أعَلى عمد تركتُم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم ، إذ يقول : ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ ) (١) ، وقال فيما اقتصّ من خبر زكريّا : ( فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً ) (٢) ، وقال : ( وَاُوْلُوا الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أوْلَى بِبَعْض فِي كِتَابِ اللّهِ ) (٣) ، وقال : ( يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الاُنثَيَيْنِ ) (٤) ، وقال : ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إذَا حَضَرَ أحَدَكُمُ المَوْتُ إنْ تَرَكَ خَيْراً الوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى المُتَّقِينَ ) (٥).
أفخَصّكم الله بآية أخرج منها أبي؟ أم أنتم أعلم بخصوص القرآن
____________
(١) النمل : ١٦.
(٢) مريم : ٥ ـ ٦.
(٣) الأنفال : ٧٥.
(٤) النساء : ١١.
(٥) البقرة : ١٨٠.