هل تعتقدون حقّاً أنّهم كفّار؟ هل أتباع أهل البيت النّبوي الذين يوحّدون الله ، ويعظّمونه أكثر من كلّ الفرق ـ لقولهم بتنزيهه عن المشابهة والمشاكلة والتجسيم ـ ويؤمنون برسوله محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويعظّمونه أكثر من كلّ الفرق ـ لقولهم بعصمته المطلقة حتى قبل البعثة ـ هل هؤلاء تحكمون بكفرهم؟
هل الذين يتولّون الله ورسوله والذين آمنوا ، ويهوون هوى عترة النّبي ويوالونهم ، كما عرّفهم ابن منظور في « لسان العرب » في مادة « شيعة » ، فهل تقولون أنتم بأنّهم غير مسلمين؟
هل هؤلاء الشيعة الذين يُقيمون الصلاة كأفضل قيام ، ويؤتون الزكاة ، ويزيدون عليها خمس أموالهم طاعة لله ولرسوله ، ويصومون رمضان وغيره من الأيام ، ويحجّون البيت ، ويعظّمون شعائر الله ، ويحترمون أولياء الله ، ويتبرؤون من أعداء الله وأعداء الإسلام ، هل هؤلاء عندكم مشركون؟
هل الذين يقولون بإمامة اثني عشر إماماً من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، وقد نصّ عليهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كما أخرج ذلك البخاري ومسلم وغيرهما من صحاح أهل السنّة (١) ، هل هؤلاء عندكم مارقين عن الإسلام؟
هل كان المسلمون يوماً يجهلون الإمامة ولا يقرّون بها ، سواء كان ذلك في حياة الرسول أو بعد وفاته ، حتى نلصق نظرية الإمامة ومبادئها بالفرس والمجوس؟
____________
(١) يقصد حديث « الخلفاء الاثني عشر » الوارد في صحيح البخاري ٨ : ١٢٧ ، كتاب الأحكام باب ٥٢ ، صحيح مسلم ٦ : ٣ كتاب الامارة باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش.