الصين هي آخر الدنيا ، فما كان محمّد يتصوّر بأنّ العلم سيصل إلى هذه الدرجة ، وأنّ أطناناً من الحديد ستطير في الهواء ، فما بالك لو قيل له أو حدّثوه عن الأورانيوم ، والبوتاسيوم ، والعلوم الذريّة ، والأسلحة النوويّة!!
هذا ولا ألوم شخصيّاً هذا المسكين الذي ما فهم من كتاب الله وسنّة رسوله شيئاً ، ووجدَ نفسه يوماً يحكم دولة باسم الإسلام ، وهو يسخر من الإسلام ، ويجري وراء الحضارة الغربية ، ويريد أن يصنع من بلاده دولة أوروبية متطوّرة بالمفهوم الذي يراه هو.
وقد حذا حذوه كثيرٌ من الرؤساء والملوك لما حصل عليه من تأييد الدول الغربية واللائكية ، ومدحهم وإطرائهم له ، حتى لقّبوه بالمجاهد الأكبر ، ثمّ لا ألومه فالشيء من مأتاه لا يُستغرب ، وكلّ إناء بالذي فيه ينضحُ.
وإذا كنت مُنصفاً فسألقي باللّوم على أبي بكر وعمر وعثمان ، الذين فتحوا هذا الباب من يوم وفاة النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتسبّبوا في كلّ الاجتهادات التي دأبَ عليها الحكّام الأمويون والعبّاسيون وما أكثرهم ، سبع قرون خلتْ وكلّها طمس لحقائق الإسلام بنصوصه وأحكامه ، واستفحل الأمرُ في القرون التي أعقبتها ، حتّى وصل الأمرُ بأنْ يخطبُ الرئيس أمام شعبه المسلم مستهزئاً برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا ينكرُ عليه أحد لا في الداخل ولا في الخارج!!!
وهذا ما قلته وما أقوله لبعض الإخوة من الحركة الإسلامية : إن كنتُم تنكرون اليوم على الرئيس عدم اتّباع النّصوص القرآنية والسنّة النبويّة ، فواجبٌ عليكم أن تنكروا على من سنّ هذه البدعة في الاجتهاد مقابل