وضعف صوته تركه » (١).
نعم ، هكذا تضيع السنن النبويّة ، وتتبدّل بسُنن خُلفائيّة ، وسنن ملوكيّة ، وسنن صحابيّة ، وسنن أمويّة ، وسنن عبّاسية ، وكلّها بُدع مبتدعة في الإسلام ، فكلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النّار ، كما قال صاحب الرسالة عليه وآله أفضل الصّلاة وأزكى السّلام.
____________
(١) وراجع أيضاً فتح الباري ٢ : ٢٢٤ ، تحفة الأحوذي للمباركفوري ٢ : ٨٦ ، عون المعبود للعظيم آبادي ٣ : ٤٥. وفي فتح الباري أيضاً ٢ : ٢٢٤ قال : « روى أحمد والطحاوي باسناد صحيح عن أبي موسى الأشعري قال : ذكرنا علي صلاة كنّا نصليّها مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إما نسيناها وإما تركناها عمداً ... ».
فهذا الصحابي يصرّح بأنّهم قد نسوا سنّة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مع أنّهم جديدوا عهد بموته!! ثمّ يصرّح بأنّه قد يكون تركنا لها عمداً لا نسياناً ، وهذا طامة كبرى سترها أفضل من إفشائها; لأنّها تهدم ركناً عظيم وتشكّك في أمر قام عليه المذهب السنِّي ، وهو عدالة الصحابة ، فاقرأ وأعجب!!
ولأجل هذه المسائل التي تفضحهم وتهدّ ركنهم تراهم يدعون إلى عدم إفشاء هذه الأُمور بين عموم المسلمين وجعلها مستورة مغمورة لا يطلع عليها إلاّ المتيقّن من نفسه أنّه ثابت على سنّة بني أُمية وأتباعهم ، قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٠ : ٩٢ : « كلام الأقران إذا تبرهن لنا أنّه بهوىً وعصبية لا يلتفت إليه ، بل يطوى ولا يروى كما تقرّر عن الكفّ عن كثير ممّا شجر بين الصحابة وقتالهم .. وكتمان ذلك متعيّن عن العامّة وآحاد العلماء ، وقد يرخّص في مطالعة ذلك للعالم المنصف .. بشرط أن يستغفر لهم .. ».
فلا يطلع عليه إلاّ من يحكم مسبقاً بأنّهم عدول خيرين؟!
وهذا من العجب العجاب فالمسلم يريد معرفة الحقّ بالبحث ، فإذا كان مسبقاً حاملا لقاعدة عدالة عموم الصحابة وكلّ ما صدر عنهم لا يضرّ فأىّ قيمة لبحثه؟! وأي فائدة من مطالعته؟! فما لكم كيف تحكمون؟!!