ولكلّ ذلك راعيتُ أنا أيضاً عواطف أُولئك الذين دعوني ليستفزّوني ، فلم أذكر لهم شيئاً من ذلك خوفاً على نفسي.
فأنا أهيب بكم سيّدي أن تقفوا وقفة صريحة تبغون بها وجه الله تعالى ، فإنّ الله لا يستحيي من الحقّ ، ولا أطلب منكم الاعتراف بمساوئ هؤلاء ولا بنشر فضائحهم ، فالتاريخ كفانا وإياكم مؤونة ذلك ، ولكن المطلوب منكم أن تعترفوا وتُعلّموا أتباعكم بأنّ الذين لا يعترفون بإمامة هؤلاء ولا يوالونهم ، هم مسلمون حقيقيون جديرون بالاحترام وليس في ذلك شكّ ، أن تقولوا بأنّ الشيعة مظلومون على مرّ التاريخ; لأنّهم لم يتّبعوا ولم يعترفوا بإمامة الشجرة الملعونة التي ضربها الله مثلا في القرآن.
فما هو ذنب الشيعة بربّكم ، إذا كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يأمر المسلمين باتّباع أهل بيته من بعده حتى جعلهم كسفينة نوح ينجو من يركب فيها ويهلك من يتخلّف عنها؟! وما ذنب الشيعة إذا امتثلوا لأمر الرسول بقوله : « تركت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً » كما تشهد بذلك صحاح السنّة فضلا عن كتب الشيعة؟!
وبدلا من شكرهم وتقديمهم وتفضيلهم على غيرهم لامتثالهم أوامر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، نشتمهم ونكفّرهم ونتبرّأ منهم ، فما هذا بإنصاف ولا هو معقول!!
دعونا سيّدي من أقوال التخريف والتزييف التي لم تعدّ تقوم على دليل وبرهان ، ولم تعدّ تنطلي على المثقّفين من أبناء أمّتنا ، من أنّ الشيعة لهم قرآن خاصّ بهم ، أو أنّهم يقولون بأنّ صاحب الرسالة هو علي ، أو أنّ عبد