بقوله : لو سلّمنا هذا الأمر للأوس فلن ترض الخزرج ، وإذا سلّمناه للخزرج فلن ترض الأوس ، ثمّ إنّه أطمعهم بأن يقاسمهم الحكومة بقوله : نحن الأُمراء وأنتم الوزراء ، ولا نستبدّ عليكم بالرأي أبداً.
ثمّ إنّه بذكاء لعب دور النّاصح الأمين للأُمّة ، إذ أخرج نفسه وأظهر زهده في الخلافة ، وأنّه لا يرغب فيها بقوله : اختاروا من شئتُم من هذين الرجلين ، يعني عمر بن الخطّاب أو أبا عبيدة عامر بن الجرّاح.
وكانت الخطّة محكمة والمسرحيّة ناجحة ، فقال عمر وأبو عبيدة : لا ينبغي لنا أن نتقدّم عليك ، وأنت أوّلنا إسلاماً ، وأنت صاحبه في الغار ، فابسط يدك نبايعك ، فبسط أبو بكر يده لهذه الكلمات ، فسبق إلى بيعته بشير بن سعد سيّد الأوس ، وتتابع الباقون إلاّ سعد بن عبادة.
س١٨ : لماذا امتنع سعد بن عبادة عن البيعة وهدّده عمر بالقتل؟
* ج : عندما بايع الأنصار وتسابقوا إلى أبي بكر; لينالوا بذلك الجاه والقُربى من الخليفة ، امتنع سعد بن عبادة عن البيعة ، وحاول جهده منع قومه عنها ، ولكنّه عجز عن ذلك لشدّة مرضه إذ كان طريح الفراش ولا يُسمع صوته ، عند ذلك قال عمر : اقتلوه إنّه صاحب فتنة; ليقلع بذلك دابر الخلاف ، ولئلاّ يتخلّف عن البيعة أحد; لأنّه سيشقّ عصا المسلمين ، ويتسبّب في انقسام الأُمّة وخلق الفتنة.
س١٩ : لماذا هدّدوا بيت فاطمة الزهراء بالحرق؟
* ج : لقد تخلّف عدد كبير من الصّحابة الذين لم يبايعوا أبا بكر في بيت علي بن أبي طالب ، ولو لم يُسارع عمر بن الخطّاب وطوّق الدّار بالحطب