نفسي ، نفسي ، نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى نوح.
وتمضي الرواية وهي طويلة جدّاً ـ ونحن دائماً نريد الاختصار ـ إلى أن يطوف النّاس على نوح ، ثمّ على إبراهيم ، ثمّ على موسى ، ثمّ على عيسى ، وكلّهم يقول : نفسي ، نفسي ، نفسي ، ويذكر خطيئته أو ذنبه ، عدا عيسى لم يذكر ذنباً ، ولكنّه قال : نفسي! نفسي! نفسي! اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى محمّد.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : فيأتوني ، فأنطلق فآتي تحت العرش ، فأقعُ ساجداً لربّي عزّ وجلّ ، ثم يفتَحُ الله علىَّ من محامده وحسنِ الثّناء عليه شيئاً لم يفتحهُ على أحد قبلي ، ثمّ يقال : يا محمّد ، ارفع رأسَكَ ، سَلْ تُعْطَه ، واشفع تُشفع.
فأرفع رأسي ، فأقول : أُمّتي يا ربّ أُمتي ياربّ ، فيقال : يا محمّد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنّة ، وهم شركاء النّاس فيما سوى ذلك من الأبواب ، ثمّ قال : والذي نفسي بيده إنّ ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكّة وحُمير ، أو كما بين مكّة وبُصرى ».
وفي هذه الأحاديث يقول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنّه سيّد النّاس يوم القيامة! ويقول بأنّ موسى قال : يا ربّ ما كنت أظنُّ أنْ يُرفَعَ عليَّ أحَدٌ ، ويقول بأنّ موسى بكى وقال : يا ربّ هذا الغلامُ الذي بُعثَ بعدي يدخُلُ الجنة من أُمته أفضلُ ممّا يدخُل من أُمتي.
ونفهم من خلال هذه الأحاديث بأنّ كلّ الأنبياء والمرسلين من آدم حتى