باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال :
عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : بينما أنا نائمٌ رأيتُ النّاس يُعرَضُونَ عليَّ ، وعليهم قُمُصٌ ، منها ما يبلُغُ الثدِيَّ ، ومنها ما دونَ ذلك ، وعرِضَ عليَّ عُمَرُ بن الخطّاب وعليه قميص يجرُّهُ ، قالوا : فما أوّلتَ ذلك يا رسول الله؟ قال : الدِّين.
وإذا كان تأويل النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لهذه الرؤيا ، هو الدِّين ، فمعنى ذلك أنّ عمر بن الخطّاب أفضل من كل النّاس; لأنّ الدّين بالنسبة إليهم لم يبلغ إلى الثدي وما تجاوز الدّين قلوبَهم ، بينما عمر مليء بالدّين من رأسه إلى أخمص قدميه ، وأكثر من ذلك فهو يجرّ الدين وراءه جراً ، كما يُجرّ القميص ، فأين أبو بكر الصديق الذي يرجَحُ إيمانه إيمان الأُمّة بأكملها؟!
كما أخرج البخاري في صحيحه من كتاب العلم باب فضل العلم ، وأخرج مسلم في صحيحه من كتاب فضائل الصّحابة باب فضائل عمر :
عن ابن عمر ، قال : سمعتُ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : بينما أنا نائمٌ أتيتُ بقدحِ لبن ، فشربتُ حتّى إنّي لأرى الريَّ يخرجُ في أظفاري ، ثم أعطيتُ فضلي عمر بن الخطّاب ، قالوا : فما أوّلتَهُ يا رسول الله؟ قال : العلم.
أقول : فهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ وإذا كان ابن الخطّاب قد فاق الأُمّة بأكملها أو النّاس بأجمعهم في الدّين بما فيهم أبو بكر ، ففي هذه الرواية صراحة بأنّه فاقهم أيضاً في العلم ، فهو أعلم النّاس بعد الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
بقيت هناك فضيلة أُخرى يتبارى النّاس في التحلّي بها والانتماء إليها ،