وهي من الصفات الحميدة التي يحبّها الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويحبّها جميع النّاس ويحاولون الوصول إليها ، ألا وهي الشجاعة فلا بدّ للرّواة أن يضعوا فيها حديثاً لفائدة أبي حفص وقد فعلوا.
أخرج البخاري في صحيحه من كتاب فضائل أصحاب النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، باب قول النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لو كنت متخذاً خليلا ، وأخرج مسلم في صحيحه من كتاب فضائل الصّحابة ، باب من فضائل عمر :
عن أبي هريرة : قال : سمعتُ النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : بينما أنا نائم رأيتُني على قليب ، عليها دَلْوٌ ، فنزعتُ منها ما شاء الله ، ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع بها ذنوباً أو ذنوبين وفي نزعِهِ ضَعْفٌ ، والله يغفر له ضعفَهُ ، ثم استحالَتْ غرباً فأخذها ابن الخطّاب ، فلم أرَ عبقرياً من الناس ينزعُ نزعَ عُمَرَ ، حتى ضربَ النّاسَ بعطَن.
فإذا كان الدّين وهو مركز الإيمان والإسلام ، والتقوى والتقرّب إلى الله سبحانه قد حازه عمر بن الخطّاب حتّى جرّه وراءه ، بينما النّاس لم يكن نصيبهم منه إلاّ ما يبلغ الثدي وبقيت أجسامهم عارية ، وإذا كان العلم اختصّ به عمر بن الخطّاب ، فلم يترك للنّاس شيئاً من فضل الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إذْ أعطاه إليه فشربه كلّه ، ولم يفكّر حتّى في صاحبه أبي بكر الصّديق ـ وهو لا شكّ العلم الذي خوّل عمر أن يغيّر أحكام الله بعد وفاة النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، باجتهاده ولا شكّ أنّ اجتهاده من فضل ذلك العلم ـ وإذا كانت القوة والشجاعة قد اختصّ بها ابن الخطّاب أيضاً ، بعد الضعف الذي بدا على صاحبه أبي بكر ـ وهذا صحيح ، ألم يقل له أبو بكر مرّة ( لقد قلتُ لك : إنّك أقوى على هذا الأمر منّي