والاختلاف عند النّبي قال لهم : قوموا. قال عبد الله بن مسعود : فكان ابن عباس يقول : إنّ الرزيّة كلّ الرّزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم (١).
وبما أنّ مسلماً أخذها عن أُستاذه البخاري ، فنحنُ نقول للبخاري : مهْما هذّبْتَ العبارة ، ومهما حاولت تغطية الحقائق ، فإنّ ما أخرجته كاف وهو حجةٌ عليك وعلى سيّدك عمر; لأنّ لفظ « يهجر » ومعناه يهذي ، أو « قد غلب عليه الوجع » ، تؤدّي إلى نفس النتيجة; لأنّ المتمعّن يجد أنّ النّاس حتّى اليوم يقولون : مسكين فلان تغلّبت عليه الحُمَّى حتى أصبح يهذي.
وخصوصاً إذا أضفنا إليها كلامه : « عندكم القرآن حسبنا كتاب الله » ومعنى ذلك أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم انتهى أمره ، وأصبح وجوده كالعدم!!
وأنا أتحدّى كلّ عالم له ضمير أن يتمعّن فقط في هذه الواقعة بدون رواسب وبدون خلفيّات ، فسوف تثور ثائرته على الخليفة الذي حرم الأُمّة من الهداية ، وكان سبباً مباشراً في ضلالتها.
ولماذا نخشى من قول الحقّ ما دام فيه دفاعٌ عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبالتالي عن القرآن وعن المفاهيم الإسلاميّة بأكملها ، قال تعالى : ( فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَاُوْلَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ ) (٢).
فلماذا يحاول بعض العلماء حتى اليوم في عصر العلم والنور جهدهم
____________
(١) صحيح البخاري ٧ : ٩ كتاب المرضى ، باب قول المريض : قوموا عني ، صحيح مسلم ٥ : ٧٦ كتاب الوصية ، باب ترك الوصية.
(٢) المائدة : ٤٤.