تأمّل أيها القارئ في هذه الرّواية التي طفحت بالكذب والزور لشتم سيّد الشهداء; لأنّه مفخرة أهل البيت!! فكم كان الإمام علىّ سلام الله عليه يفتخر به في أشعاره بقوله : « وحمزةُ سيّد الشهداء عمّي »؟! وكم كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يفتخر به ، حتّى إذا قُتِلَ حزنَ عليه حزناً كبيراً ، وبكى عليه بكاءً كثيراً ، وسمّاه سيّد الشهداء.
وحمزة عمّ النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي أعزّ الله به الإسلام ، عندما كان المستضعفون من المسلمين يعبدون الله خفيةً ، وقف وقفته المشهورة في وجه قريش ، وانتصر لابن أخيه معلناً إسلامه على الملأ من قريش وما خاف أحداً.
حمزة الذي سبق هجرة النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومهّد لدخول ابن أخيه في يوم مشهود ، حمزة الذي كان مع ابن أخيه علي أبطال بدر وأُحد.
أخرج البخاري في نفسه في صحيحه كتاب تفسير القرآن ، باب قوله ( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ) ٥ : ٢٤٢ :
عن علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) قالَ : أنا أوّل من يجثوا بين يدي الرحمن للخصومةِ يوم القيامة ، قال قيس : وفيهم نزلتْ « هذان خْصمان اختصموا في ربّهم » قال : هم الذين بارزوا يوم بدر ، علىٌّ ، وحمزة ، وعبيدةُ ، وشيبة بن ربيعة ، وعتبة بن ربيعة ، والوليد بن عُتبة.
نعم ، إنّ البخاري يعجبُه أن يروي مثل هذه المثالب في مفخرة أهل البيت ، وسلسلة الوضّاعين الذين وضعوا مثل هذه الرواية طويلة ، فقد قال البخاري :
حدثنا عبدانُ ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا يونسُ ، وحدّثنا أحمد بن صالح ،