كربلاء وقتلهم عن بكرة أبيهم ، فلم يبق إلاّ علي بن الحسين الذي وضعوا الرواية على لسانه.
ولماذا لم يرو البخاري شيئاً من فقه أهل البيت ، ولا من علومهم ، ولا من خصالهم ، ولا من زهدهم ، ولا من فضائلهم التي ملأت الكتب ، وطفحت بها مجاميع أهل السنّة قبل مجاميع الشيعة؟
ولنستمع إليه يروي رواية أُخرى تطعن في أهل البيت ، وفي القمّة بالذات ، إذ أنّ الرّواة بما فيهم البخاري لم يجدوا في علي بن أبي طالب نقيصة واحدة ، ولا سجّلوا عليه طيلة حياته كذبة واحدة ، ولا عرفوا له خطيئة واحدة ، ولو كانتْ لملأوا الدنيا صياحاً وعويلا ، فعمدوا لوضع رواية تتّهمه بأنّه كان يستخفّ بالصّلاة.
أخرج البخاري في صحيحه من كتاب الكسوف ، باب تحريض النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على صلاة اللّيل ، وطرق النبىُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فاطمة وعليّاً عليهاالسلام ليلةً للصّلاة ٢ : ٤٣ :
قال : حدّثنا أبو اليمان ، قال : أخبرنا شعيب عن الزهري ، قال : أخبرني علي بن حسينُ أن حسين بن علي أخبره أن علي بن أبي طالب أخبره أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم طرقَهُ وفاطمة بنت النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ليلةً فقال : ألا تُصَلِّيَان؟
فقلت : يا رسول الله أنفُسُنَا بيد الله فإذا شَاءَ أنْ يبعثنا بعثَنا ، فانصرف حين قُلنا ذلك ولم يرجع إلىَّ شيئاً ، ثمّ سمعته وهو مولّ يضربُ فخذَهُ وهو يقول : ( وَكَانَ الإنسَانُ أكْثَرَ شَيْء جَدَلا ) (١).
____________
(١) الكهف : ٥٤.