لاهَا الله يا بخاري ، هذا علي بن أبي طالب الذي يحدّثنا عنه المؤرّخون أنّه كان يقوم بصلاة اللّيل في ليلة الهرير ( في حرب صفين ) ، فيفرش نطع ويصلّي بين الصفّين ، والنّبال والسّهام تسَّاقط على يمينه وشماله ، فلا يرتاع ولا يقطع صلاة اللّيل.
علي بن أبي طالب الذي أوضح للناس معالم القضاء والقدر ، وحمّل الإنسان مسؤولية أفعاله ، تصوّره أنت في هذه الرواية بأنّه جبرىٌّ يقول بالجبر ، ويجادل بها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله : « أنفسنا بيد الله إن شاء أن يبعثنا بعثنا » يعني ذلك لو شاء الله أن نصلّي لصلّينا.
علىّ بن أبي طالب الذي حبّه إيمان وبغضه نفاقٌ ، توصفه أنت بأنّه أكثر شيء جدلا؟! إنّه كذبٌ مفضوح لا يوافقك عليه حتّى ابن ملجم قاتل الإمام ، ولا مُعاوية الذي كان يأمر الناس بلعنه ، إنه كذبٌ رخيص ولكنّك جنيت من ورائه الكثير إذ أرضيتَ بذلك حكّام زمانك وأعداء أهل البيت ، فرفعوا قـدرك في هذه الدنيا الدنيئة ، ولكنّك أسـخطْتَ ربّك بهذا الموقـف من أمير المؤمنين ، وسيّد الوصيّين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، قسـيم الجنة والنار،الذي يقـف يوم القيامة على الأعـراف،فيعرف كلاّ بسيماهم (١)
____________
(١) شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ١ : ٢٦٣ ح ٢٥٦ ، في تفسير قوله تعالى : ( وَعَلَى الأعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلا بِسِيمَاهُمْ ) أخرج الحاكم عن علي قال : نقف يوم القيامة بين الجنّة والنار فمن نصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنّة ، ومن أبغضنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النار. ( المؤلّف ).