سليم الدين البشري ، وكان من نتيجة ذلك اللقاء والمراسلات ولادة الكتاب القيم المسمّى بـ « المراجعات » ، والذي كان له الدور الكبير في تقريب وجهات النظر عند المسلمين.
كما أنّ جهود أُولئك العلماء من الشيعة كُلّلتْ بالنجاح في مصر ، فأصدر الإمام محمود شلتوت مفتي الديار المصرية في ذلك الوقت فتواه الجريئة في جواز التعبّد بالمذهب الشيعي الجعفري ، وأصبح الفقه الشيعي الجعفري من المواد التي تدرس بالأزهر الشريف.
هذا ، ودأب الشيعة وعلماؤهم بالخصوص على التعريف بأئمة أهل البيت الطّاهرين ، وبالمذهب الجعفري الذي يُمثّل الإسلام بكلّ معانيه ، وكتبوا في ذلك المجلّدات والمقالات ، وعقدوا لذلك الندوات ، وخصوصاً بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران عُقدتْ مؤتمرات عديدة في طهران باسم الوحدة الإسلامية ، وباسم التقريب بين المذاهب ، وكلّها دعوات صادقة لنبذ العداء والأحقاد ، ولبثّ روح الإخوة الإسلامية ، واحترام المسلمين بعضهم لبعض.
وفي كلّ عام يدعو مؤتمر الوحدة الإسلامية علماء ومفكّرين من الشيعة والسنّة ، فيعيشون أُسبوعاً كاملا تحت ظلّ الإخوّة الصادقة ، فيأكلون ويشربون ، ويصلّون ويدعون ، ويتبادلون الآراء والأفكار ، ويعطون ويأخذون.
ولو لم يكن لتلك المؤتمرات دورٌ إلاّ تأليف القلوب ، وتقريب المسلمين بعضهم من بعض ليتعارفوا ، وتزول الأحقاد لكان فيها الخير الكثير والفضل العميم ، ولسوف تؤتى أُكلها بعد حين ، إن شاء الله ربّ العالمين.
وأنتَ إذا دخلت إلى أيّ بيت من بيوت الشيعة العاديين فضلا عن بيوت