العلماء والمثقفين ، فسوف تجد فيه مكتبة تضمّ إلى جانب مؤلّفات الشيعة جانباً كبيراً من مؤلّفات « أهل السنّة والجماعة » على عكس « أهل السنّة والجماعة » فقد لا تجد عند علمائهم كتاباً شيعياً واحداً إلاّ نادراً.
ولذلك هم يجهلون حقائق الشيعة ، ولا يعرفون إلاّ الأكاذيب التي يكتبها أعداؤهم.
كما أنّ الشيعي العادي تجده في أغلب الأحيان يعرف التاريخ الإسلامي بكلّ أدواره ، وقد يحتفل بإحياء بعض ذكرياته.
أمّا العالم السُنّي تجده قليلا ما يهتم بالتاريخ ، فهو يعتبره من المآسي التي لا يريد نبشها والاطّلاع عليها ، بل يجب إهمالها وعدم النظر فيها ، لأنّها تسيء الظن بـ « السلف الصالح ».
وبما أنّه أقنع نفسه أو أوهمها بعدالة الصحابة أجمعين ونزاهتهم فلم يعد يتقبّل ما سجّله التاريخ عليهم.
لكلّ ذلك تراه لا يصمد للنقاش البنّاء الذي يقوم على الدليل والبرهان ، فتراه إمّا يتهرّب من البحث لعلمه مسبقاً بأنّه مغلوب ، وإمّا أن يتغلّب على عواطفه وميوله ويقحم نفسه في البحث ، فيصبح ثائراً على كلّ معتقداته ، ويتشيّع لأهل بيت المصطفى.
فالشيعة هم أهل السنّة النبويّة ؛ لأنّ إمامهم الأوّل بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم هو علي ابن أبي طالب عليهالسلام الذي يعيش ويتنفّس بالسنّة النبويّة ، أنظر إليه وقد جاؤوه ليبايعوه بالخلافة على أن يحكم بسيرة الشيخين ، فقال : « لا أحكمُ إلاّ بكتاب الله وسنّة رسوله » ، فلا حاجة لعلي في الخلافة إن كانت على حساب السنّة النبويّة ، فهو القائل : « والله لهي [ يعني نعليه ] أحب إليّ من إمرتكم إلاّ