__________________
عن عموم اللفظ في الحديث بدلالة نظر العقل على امتناع تولّي من لا أهلية له بهذا المنصب ؛ لأنّ الإمامة تلو النبوة واستمرار لها ولا ينالها إلاّ من كان بمرتبة النبيّ وبمنزلته علماً وورعاً وشجاعة وغيرها من الصفات ، فيخرج من العموم بضرورة العقل كلّ من لم يكن بمنزلة النبيّ في جميع صفاته صلىاللهعليهوآلهوسلم سوى نزول الوحي ، وإن كان قرشياً ، فلابدّ من أن يحمل هذا الحديث على الأئمة الاثني عشر من عترته ؛ لأنّهم كانوا أعلم أهل زمانهم وأجلّهم وأورعهم وأتقاهم وأعلاهم نسباً وأفضلهم حسباً وأكرمهم عند الله ، وكان علمهم متصلا برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالوراثة واللّدنية.
ومن القرائن التي تشهد على أنّ المراد بالحديث هم أئمة أهل البيت عليهمالسلام هو : إنّ الحديث صرّح بأنّ الدين عزيزاً ومنيعاً وأمر الناس قائماً ما وليهم هذا العدد ، وإذا رجعنا إلى خلفاء أهل السنّة نجدهم في اضطراب كامل في التوفيق بين متن الحديث ، وبين الواقع الخارجي ، حيث إنّ هناك أكثر من اثني عشر خليفة أوّلا ، وأنّ هؤلاء الخلفاء لم يكونوا عدولا وذلّ الدين في زمن بعضهم ، فلأجل ذلك اضطربوا في كيفية التوفيق بين متن الحديث وما جرى في الواقع الخارجي من تولي الخلافة الإسلامية من لا ينطبق عليه شيء من مواصفات الحديث ، قال ابن العربي في شرح سنن الترمذي : ( فعددنا بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم اثني عشر أميراً فوجدنا : أبا بكر وعمر ، وعثمان ، وعلياً ، والحسن ، ومعاوية ، يزيد ، معاوية بن يزيد ، مروان ، عبد الملك بن مروان ، الوليد ، سليمان ، عمر بن عبد العزيز ، يزيد بن عبد الملك ، مروان بن محمّد بن مروان ، السفاح ، فعد سبعاً وعشرين إلى عصره ـ ثمّ قال ـ : وإذا عددنا منهم اثني عشر انتهى العدد بالصورة إلى سليمان ، وإذا عددناهم بالمعنى كان معنا منهم خمسة : الخلفاء الأربعة وعمر بن العزيز ، ولم أعلم للحديث معنىً ) ٩ : ٦٨.
وقال جلال الدين السيوطي : ( وقد وجد من الاثني عشر : الخلفاء الأربعة ، والحسن ، ومعاوية ، وابن الزبير وعمر بن عبد العزيز ، هؤلاء ثمانية ، ويحتمل أن