فأبو حنيفة تتلمذ على جعفر الصادق ، ومالك تتلمذ على أبي حنيفة ، والشافعي تلقّى عن مالك وأخذ عنه ، وهكذا أحمد.
أمّا أئمّة أهل البيت فعلمهم موهوب من الله سبحانه وتعالى ، يتوارثونه أباً عن جدّ ، فهم الذين خصّهم الله بقوله :
( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) (١).
وقد عبّر الإمام جعفر الصادق عن هذه الحقيقة مرّةً بقوله : « عجباً للنّاس يقولون بأنّهم أخذوا علمهم كلّه عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فعملوا به واهتدوا! ويروون أنّا أهل البيت لم نأخذ علمه ولم نهتد به ونحن أهله وذريته ، في
__________________
وقال ابن الصباغ المالكي : ( مناقب سيّدنا أبي محمّد الحسن العسكري دالّة على أنّه السري بن السري ، فلا يشكّ في إمامته أحد ولا يمتري ... واحد زمانه من غير مدافع ونسيج وحده من غير منازع ، إمام أهل دهره ، أقواله سديدة وأفعاله حميدة .. ) الفصول المهمة : ٢٧٩.
وقال الشيخ مؤمن الشبلنجي : ( فصل في ذكر مناقب الحسن الخالص بن علي الهادي .. رضي اللّه عنهم : ومناقبه ( رضي الله عنه ) كثيرة .. ولما ذاع خبر وفاته ارتجت سرّمن رأى ، وقامت صيحة واحدة ، وعطلت الأسواق ، وغلقت الدكاكين وركب بنو هاشم والكتّاب والقضاة والمعدلون وسائر الناس إلى جنازته ، فكانت سرّمن رأى يومئذ شبيهة بالقيامة ). نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار : ١٨٣ ـ ١٨٥.
وقال عارف أحمد : ( كان من الزهد والعلم على أمر عظيم .. ) الجوهر الشفاف في أنساب السادة الأشراف ١ : ١٦٠.
وقد ذكرنا هذين الإمامين سلام اللّه عليهما كنموذجين للقارئ حتى يعرف كيف يتعامل أعداء أهل البيت ومبغضيهم مع فضائلهم ومناقبهم ، وأنّهم دائماً يسعون للطعن بهم والتقليل من شأنهم.
١ ـ فاطر : ٣٢.