وإذا عرفنا بأنّ معاوية هو الذي سمّى نفسه وأتباعه بـ « أهل السنّة والجماعة » في مقابل تسمية الشيعة بأتباع الحقّ.
وينقل بعض المؤرّخين بأنّ العام الذي استولى فيه معاوية على الخلافة الإسلامية بعد صلح الحسن بن علي ، قد سُمّيَ ذلك العام بعام الجماعة.
ويزول العجب عندما نفهَمُ بأن كلمة « السنّة » لا يقصد بها معاوية وجماعته إلاّ لعن علي بن أبي طالب من فوق المنابر الإسلامية في أيام الجمعة والأعياد.
وإذا كانتْ « السنّة والجماعة » من ابتكار معاوية بن أبي سفيان ، فنسأله سبحانه أن يُميتَنا على بدعة الرفض التي أسسها علي بن أبي طالب وأهل البيت عليهمالسلام!!
ولا تستَغرب أيّها القارئ العزيز أن يُصبحَ أهل البدعة والضلالة هم « أهل
__________________
لرجل سمعت رسول اللّه ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) ... » ، وقد صحّح الشيخ محمّد ناصر الدين الألباني الحديث في صحيح ابن ماجة ١ : ٧٢ ، وعلّق عليه بقوله : ( قوله : ( فنال منه ) أي نال معاوية من علي وتكلّم فيه ).
وفي عون المعبود بشرح سنن أبي داود ١٢ : ٣١٢ ح ٤٦٣٦ ؛ بعد أن نقل حديثاً ورد فيه : « لمّا قدم فلان إلى الكوفة أقام فلان خطيباً .. » قال عون المعبود معلّقاً على الحديث : ( .. قال في فتح الودود : ولقد أحسن أبو داود في الكناية عن اسم معاوية والمغيرة بفلان ستراً عليهما في مثل هذا المحل .. قال بعض العلماء : كان في الخطبة تعريضاً بسب علي ( رضي الله عنه ) ).
فمعاوية كان ينال من علي بن أبي طالب عليهالسلام ، بل وأقام أُمراء وخطباء ينالون من علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فقد أمّر المغيرة بن شعبة على الكوفة ، وكان المغيرة يسب عليّاً وينال منه ، وأقام خطباء ينالون من علي عليهالسلام!! سير أعلام النبلاء ، الذهبي ٣ : ٣١.