بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربِّ العالمين ، الرحمان الرحيم ، قاهر الجبّارين والمتكبّرين ، ناصر المظلومين والمستضعفين ، المتفضّل على عباده أجمعين من المؤمنين والكافرين والمشركين والملحدين ، المنعم على خلقه كلّهم بالهداية والرعاية والتكريم ، قال جلّ وعلا : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِير مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً ) (١).
والحمدُ لله الذي أسْجَدَ لنا ملائكته المقرّبين ، ومن أبى أصبح من الملاعين ، الحمدُ لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، والحمدُ لله الذي عبّد لنا الطريق ، ومهّد لنا السبيل لنصل بعنايته وتحت ظلّ عبادته إلى مراتب الكمال العليّة ، وأنار لنا الظلام ، وأوضح لنا الحقيقة بالحجج القويّة والبراهين الجليّة ، وأرسل لنا رُسُلا منّا تتلو علينا آياته ، وتخرجنا من الظلمات إلى النور ، وتنقذنا من الضلالة العميّة ، وجعل لنا العقل إماماً قائماً نهتدي به كلمّا شكّت حواسنا في أمر مُبهم أو قضيّة.
والصلاة والسلام ، والبركات والتحيّات على المبعوث رحمة للإنسانية ، سيّدنا ومولانا وقائدنا محمّد بن عبد الله ، خاتم الرسل وسيّد البشريّة ، صاحب الفضيلة والوسيلة والدرجة الرفيعة ، صاحب المقام المحمود ، واليوم
__________________
١ ـ الإسراء : ٧٠.