فقد جاء في كلام المنصور لمالك قوله : ضع هذا العلم ودوّن منه كتباً ، وتجنّب شدائد عبد الله بن عمر ، ورخص ابن عبّاس ، وشواذ ابن مسعود ، واقصد إلى أواسط الأمور ، وما اجتمع عليه الأئمة والصحابة لنحمل الناس على علمك وكُتبك.
ومن هذا يتبيّن لنا بوضوح بأنّ مذهب « أهل السنّة والجماعة » هو خليط من شدائد ابن عمر ، ورخص ابن عبّاس ، وشواذ ابن مسعود ، وما استحسنه مالك من أواسط الأُمور التي كان عليها الأئمة والمقصود بهم « أبو بكر وعمر وعثمان » ، وما اجتمع عليه الصحابة الذين رضي عنهم الخليفة أبو جعفر المنصور.
وليس فيه شيءٌ من سنّة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم التي تُروى عن الأئمة الطاهرين من عترته (١) ، والذين عاصر المنصور ومالك البعض منهم ، وعمل الخليفة عل
__________________
١ ـ بل يلاحظ على خصوص مالك بن أنس أنّه كان يطعن في الإمام جعفر الصادق عليهالسلام ، ولا يروي عنه في الأُصول ، وإنّما يروي عنه متابعة ويضمّ إليه من هو أرفع منه كما ذكر ذلك المزي في تهذيب الكمال ٥ : ح٧ ، مع أنّ مالك بن أنس نفسه كان يحضر عند الصادق عليهالسلام وقد قال عنه : ( اختلفت إليه زماناً فما كنت أراه إلاّ على ثلاث خصال : إمّا مصلّ ، وإمّا صائم ، وإمّا يقرأ القرآن ، وما رأيته يحدّث إلاّ على طهارة ) تهذيب التهذيب ، ابن حجر ٢ : ١٠٤.
فهذا مالك يحضر عند جعفر الصادق ، ويرى حاله ممّا هو عليه من الورع والتقوى ، ومع ذلك يتركه ولا يروي عنه!!
وقد ذكر عثمان الخميس في كتابه كشف الجاني : ١٧٧ بأنّ الناصبي عند الشيعة كلّ من كان سنياً!!