عزلهم وخنق أنفاسهم.
__________________
وهذا افتراء وتقوّل يكذّبه ما يصدع به الشيعة دائماً ، وما هو مسطور في كتبهم الفقهية حيث يقولون بأنّ الناصبي هو : المعلن بعداوة أهل البيت صريحاً ، وراجع في ذلك : القواعد للعلاّمة الحلي ٣ : ١٤ ، مسالك الافهام للشهيد الثاني ١ : ٢٤ ، مصباح الفقيه ، رضا الهمداني ١ : ٥٦٤ ، التنقيح في شرح العروة الوثقى ، الخوئي ٢ : ٢١٧ ، وغيرها من المصادر التي تخصّ النصب بالإعلان والمجاهرة بعداوة أهل البيت عليهمالسلام ، وأهل السنّة ليسوا كذلك كما هو واضح لمن يراجع ويرى ، حيث إنّ الكثير منهم ممّن يحبّ أهل البيت ويكنّ لهم المودّة والمحبّة.
وما ذكره عثمان الخميس هو من أجل إيقاع الفتنة بين المسلمين شيعة وسنّة ، وتأجيج نارها ، وقد ذكر العالم السنّي محمّد البهي في كتابه ( الفكر الإسلامي في تطوره ) : ١٤٠ سعي الوهابية في الفتنة فقال : ( وسّعت [ الوهابية ] شّقة الخلاف بين السنّة والشيعة ، وأصبحت الفجوة كبيرة في النزاع المذهبي بين السنّة والشيعة منذ القرن الثامن عشر الميلادي ، بل أصبحت أشدّ من ذي قبل ).
وذكر أيضاً بأنّ المؤلّف كذب عندما قال بأنّ أهل السنّة لا يروون عن أئمة أهل البيت ، فأجاب بأنّ أهل السنّة يروون عن علي بن أبي طالب في كتبهم!
وللجواب على كلامه نقول : إنّ أهل السنّة تركوا مذهب أهل البيت وفقهم عليهمالسلام بدءاً بعلي بن أبي طالب ومروراً بالحسن والحسين والصادق والباقر ، وهذا ما ذكره ابن تيميّة صريحاً حينما قال في منهاج سنّته ٧ : ٥٢٩ : ( فليس في الأئمة الأربعة ولا غيرهم من أئمة الفقهاء من يرجع إليه [ يعني الإمام علي ] في فقهه ؛ أمّا مالك فإنّ علمه عن أهل المدينة ، وأهل المدينة لا يكادون يأخذون بقول علي بل فقههم عن الفقهاء السبعة .. ). فهذا ابن تيميّة يقول بصريح العبارة : إن أهل السنّة وبدءاً بفقهائهم تركوا فقه علي بن أبي طالب ولم يأخذوا به!!
وهذا هوالذي يقوله المؤلّف.
وأمّا القول بأنّ كتب أهل السنة روت عن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فهذا كلام لا ينفع ؛ لأنّهم وإن رووا في كتبهم عن علي بن أبي طالب لكنهم تركوا رواياته ولم يأخذوا بفقهه كما شهد ابن تيميّة بذلك.