الأصابع بعد وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتكاثروا على مرّ التاريخ والعصور ؛ لأنّ الشجرة الطّيبة أصلها ثابتٌ وفرعها في السماء ، تؤتي أُكلها كلّ حين بإذن ربها ، وما كان لله دام واتّصل.
وقد حاولتْ قريش القضاء على محمّد في بداية الدعوة ، ولمّا عجزتْ عن ذلك بفضل الله وفضل أبي طالب وعلي اللذين كانا يفديانه بنفسيهما ، سلّت قريش نفسها بأنّ محمّداً أبتر ليس له عقب إذا مات انقطع نسله وانتهى أمره ، فصبروا على مضض.
ولكنّ ربّ العالمين أعطاه الكوثر ، وأصبح محمّد جدّ الحسنين ، وبشرّ المؤمنين بأنهما إمَامان إن قاما وإن قعدَا ، وبأنّ الأئمة كلّهم من ذرية الحسين ، وهذا كلّه يهدّد مصالح قريش ومستقبلها.
وهذا لم يُعجب قريش ، فثارت ثائرتُها بعد وفاة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وحاولتْ القضاء على عترته كلّها ، فأحاطوا بيت فاطمة بالحطب (١) ، ولولا استسلام علي وتضحيتُه بحقّه في الخلافة ومسالمته لهم ، لقُضي عليهم ، وانتهى أمرُ الإسلام من ذلك اليوم.
وسكتتْ قريش ، وهدأ روعها ما دامتْ هي الحاكمة ، وليس في نسل محمّد من يهدّد مصالحها ، وبمجرّد ما رجعتْ الخلافة لعلي اشعلتْ قُريش
__________________
١ ـ قصّة تهديد القوم لإحراق بيت فاطمة عليهاالسلام أخرجها ابن أبي شيبة في مصنّفه ٨ : ٥٧٢ بسند صحيح ، وقد قال الباحث السلفي حسن فرحان المالكي في كتابه ( قراءة في كتب العقائد ـ المذهب الحنبلي نموذجاً ) : ٥٢ في الهامش : ( كنت أظنّ المداهمة مكذوبة لا تصحّ حتي وجدت لها أسانيد قويّة منها ما أخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف ) الذي نقلناه بالجزء والصفحة.